منتديات ومضات محمدية
اهلا وسهلا بكم في منتديات الامام الحسن الزكي عليه السلام
منتديات ومضات محمدية
اهلا وسهلا بكم في منتديات الامام الحسن الزكي عليه السلام
منتديات ومضات محمدية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتـــــــــــــــــــــــــــــدى اســـــــــــــــــــــــــلامي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولالشات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
» تهنئة بتتويج المهدي عجل الله فرجه
دراسات في تفسير القرآن الكريم I_icon_minitimeالسبت يناير 11, 2014 3:04 pm من طرف مولاتي فاطمة الزهراء

»  زياره الامام الحسن العسكري عليه السلام
دراسات في تفسير القرآن الكريم I_icon_minitimeالخميس يناير 09, 2014 11:01 pm من طرف مولاتي فاطمة الزهراء

» تعزية باستشهاد الامام الحسن العسكري
دراسات في تفسير القرآن الكريم I_icon_minitimeالخميس يناير 09, 2014 10:22 pm من طرف مولاتي فاطمة الزهراء

» قصيدة تقطع القلب | ها عباس !!! | سيد عبد الخالق المحنه | ليلة 7 محرم 1435
دراسات في تفسير القرآن الكريم I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 07, 2014 8:08 pm من طرف مولاتي فاطمة الزهراء

» كيف تقضي على الخوف بذكر الله
دراسات في تفسير القرآن الكريم I_icon_minitimeالأحد يناير 05, 2014 2:34 am من طرف مولاتي فاطمة الزهراء

» تاريخنا الهجري
دراسات في تفسير القرآن الكريم I_icon_minitimeالأحد يناير 05, 2014 2:31 am من طرف مولاتي فاطمة الزهراء

» عن لسان الامام الصادق
دراسات في تفسير القرآن الكريم I_icon_minitimeالأحد يناير 05, 2014 2:20 am من طرف مولاتي فاطمة الزهراء

» تعزية بوفاة الرسول محمد (ص)
دراسات في تفسير القرآن الكريم I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 31, 2013 10:19 pm من طرف مولاتي فاطمة الزهراء

» بيــــــــان هـــــــــــام : رد الدكتــــور أبو الخيـر على جريدة فيتو...
دراسات في تفسير القرآن الكريم I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 12, 2013 8:38 pm من طرف مولاتي فاطمة الزهراء

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




 

 دراسات في تفسير القرآن الكريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مولاتي فاطمة الزهراء
موسس المنتدى
موسس المنتدى
مولاتي فاطمة الزهراء


عدد المساهمات : 104
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/07/2013

دراسات في تفسير القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: دراسات في تفسير القرآن الكريم   دراسات في تفسير القرآن الكريم I_icon_minitimeالجمعة يوليو 26, 2013 2:22 am

دراسات في تفسير القرآن الكريم


وآثارها في العقيدة الالهية والتوحيد

سيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره



(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) . صدق الله العلي العظيم

في هذه الاية الكريمة من الذكر الحكيم , ركيزة اساسية جعلها الاسلام دليلا على عقيدتيه الرئيسيتين , اللتين بني عليهما سائر عقائده وتعاليمه , هما العقيدة الالهية والتوحيد ,أي الاعتراف بوجوده وتوحيده .

فالاسلام حين جاء بهاتين العقيدتين المقدستين , وحين كلف البشر جميعا بالنظر فيهما والتدبر في شأنهما لعلهم يهتدون , لم يطلب منهم شيئا فوق طاقتهم ولا كلفهم الخروج عن طبيعتهم ومن آفاق تفكيرهم

ولم يامرهم في سبيل البرهنة عليها اكثر من الرجوع الى صميم ضمائرهم وتلمس حقيقة فطرتهم ,ليجدوا هناك جذوة الايمان متقدة في الاعماق تنشر دف الايمان وحرارة اليقين في ربوع النفس .

فالنفوس كلها مطبوعة على الحق ومفطورة على الاعتراف بوجود الله تعالى والخضوع له , وعلى الايمان بتوحيده
فالدين اذن فطره , اودعها الله عز وجل في نفس الانسان لترشده الى الحق ولتهديه الى الصراط المستقيم ومن ثم كان الحق وكان الدين امرا فطريا قد جبل عليه الفرد في اصل تكوينه وخلقته ومن ثم ايضا كانت النفس هي الهاديه والمرشده الى ذلك الحق لمن يصغي الى ندائها ويستجيب لامرها , ولم يكن لحد انكار هذا النداء او التمرد عليه .

فضلا عن تغييره والتصرف بمحتواه فانه فطرة الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله . وان الانسان لاعجز من ان يغير من ذلك شيئا الا اذا استطاع ان يغير شيئا من واقعه التكويني.

ولا شك ان هذا النداء الصادر من اعماق النفس , هو الصق النداءات بالانسان وأبلغها أثرا في نفسه , وان الوصول الى الحق عن هذا الطريق لهو ايسر الطرق واسلهلها .

لذا فقد كان الاعتراف بالاسلام وبعقائده سهلا يسيرا وموافقا للبداهة والفطرة , وللبرهان العقلي الصحيح هذه هي حكمة الاسلام . وهذا هو المغزى العميق الذي اشارت اليه الاية الكريمة .

ولكن ما هي الفطرة ؟
وما الذي عناه الاسلام ؟
وما الذي قصدته الاية منها على وجه التحديد ؟
وما هو محل الفطرة من الغرائز الانسانية والملكات النفسية ومن العقل البشري ؟
وما هو تاثير احدهما بالاخر ؟

هذا ما سنحاول الاجابة عليه في هذه الاسئلة ونحن بصدد الكلام حول هذه الاية الكريمة لنعرف في النهاية مدى الصواب بنظر الاسلام في اعتماده على الفطرة , ومدى عمق الحكمة التي نظرت اليها الاية حين تكلمت عن فطرة الله التي فطر الناس عليها , لابديل لخلق الله , ذلك الدين القيم , ولكن اكثر الناس لا يعلمون .

يمكن ان نقسم الفطرة بلحاظ ما تدركه من الامور الى ثلاثة اقسام , نصطلح عليها بهذه العناوين الثلاثة , فهناك فطرة ذاتية , وفطرة عقلية . وهي واحدة بالجنس وانتعددت بلحاظ ما تتعلق به لان هناك قضايا فطرت النفس على ادراكها تلقائيا من صميم ذاتها مندون ان تجد نفسها بحاجة الى البرهنة عليها بأي شكل من اشكال الاستدلال .


اما الفطرة الذاتية : فنشير الى ما ثبت في محله من الفلسفة الاسلامية , من ان النفس تدرك ذاتها وتدرك علتها وتدرك معلولاتها , وان هذا الادراك قائم في النفس ملازم لوجودها لايمكن ان ينفك عنها ما دامت النفس موجودة . فهي تشعر بذاتها , أي بالحصة الوجودية التي تتصف وتختص بها , من دون كل الموجودات وهي تشعر بعلتها بلحاظ هذه الحصة من الوجود التي تتصف بها , فهي تدرك علتها من خلال هذه الحصة وعلى مقدارها , ومن ثم فهي لا تدرك علتها على سعتها وشمولها , وانما تدركها بالقدر الذي يسمح لها وجودها ان تدركه وهي تدرك معلوماتها , وهي الافعال التي تقوم بها النفس بصورة مباشرة ,كالافكار والخيالات والصور الذهنية , وحركات الجسم ما دامت الحركة موجودة .

وليست معرفة النفس بهذه الامور الا معرفة بسيطة ساذجة وادراكا صرفا غير مشعور به ( 11 ) وهو ما يسمى بالعلم الحضوري , في مقابل العلم الحصولي وهو العلم المركب المشعور به , وذلك بان يشعر الانسان بانه يشعر ويعلم بانه يعلم . وهذا القسم الثاني من العلم هو الذي نفهمه عادة من لفظة العلم , لمدى وضوحه في نفس لانه علم مشعور به.
وأما الفطرة الكونية : فهي ما يجده الانسان في نفسه من الاندفاع الى التساؤل عن علة كل ما يقع عليه بصره وسمعه وسائر حواسه , وما يعتقده من ان لكل حادث سببا ولكل ممكن علة , وان م لغو القول ان نقول بان شيئا ما خرج من العدم الى الوجود هكذا وبدون أي سبب ولا فاعل , فالانسان عندما واجه هذا الكون ورأى غريب صنعته وبديع شكله ودقيق قوانينه ونظمه , أخذت هذه الامور بلبه وحيرت عقله , وخضع خضوعا تلقائيا فطريا و أمن أيمانا عميقا بان وراء هذه الحوادث الجارية ووراء هذه الاكوان العظيمة خالقا جبارا قادرا , وعقلا مدبرا حكيما , خلق هذا الكون وبسط عليه قدرته واعمل فيه حكمته فبدأ للناظرين بهذه الحلة القشيبة الناظرة .

ووجود الفطرة لدى الانسان أوضح من أن يحتاج الى برهان , فانه يكفي للاستدلال عليها رجوع الانسان الى نفسه ونظره الى باطن ضميره , فانه سوف يجد نفسه خاضعا لهذه الفطرة منقادا لندائها انقيادا تلقائيا , فان من فطرة الانسان مثلا أن يتساءل عن مصدر الصوت اذا سمعه , ولن يحتمل ان هذا الصوت قد ثار من تلقاء نفسه . وان هذه الفطرة لتبدو في الكون بصورة أوضح واظهر حيث التنظيم الرائع والجمال البديع والدقة المتناهية , تلك المناظر التي تثير في النفس روعة واعجابا وتوحي اليها بوجود تلك الحلة اللانهائية الحكيمة التي أوجدت هذا الكون وقامت بهذا التنظيم .

وأنا لنرد بالانسانية الى عصورها الاولى فنستعرضها عصراً ومجتمعاً مجتمعاً, فلا نجد الا اقواماً قد أدركوا ان للكون خالقاً , وان لهذا التنظيم مدبراً ومنظماً , كل حسب افق تفكيره وسعة مداركه وثقافته , وليس الالحاد الا نابعاً من جملة اشياء متراكمة من المصالح والغرائز والمسبقات الذهنية والثقافات المادية التي تخرج بالانسان عن طريق فطرته , وتسلك به طريقي الضلال والفساد ,وحتى أولئك المفكرين الذين تبجحوا بأنهم ملحدون وبأن قانون العلية لا يقوم على اساس , ومن ثم حاولوا أو يصوغوا من النظريات التي تبرر خلق هذا الكون من العدم , ما يعوض عن هذا القانون القتيل . ولكنهم في محاولاتهم هذه لايجاد مثل هذه النظريات , قد اصطدموا , لو كانوا يعلمون , بالقانون نفسه ,واضطروا الى الانصياع الى ندائه , والا فلماذا لم يفترضوا وجود هذا الكون , هكذا وبدون أي سبب وخالق يكون مبرراًلوجوده من دون أن يتجشموا صياغة مثل هذه النظريات المختلفة ؟

واما الفطرة العقلية : فهي ما نعنيه عندما نقول ان للعقل عدة قضايا معينة لا تحتاج في نظره الى برهان , بل انه بذاته مجبور على تصديقها والايمان بمحتواها ومن ثم فهو لا يحتاج الى التصديق بها الى اكثر من تصور طرفيها : المحمولوالموضوع وفهمهما فهماً صحيحا . لانه سوف يرجع تلقائيا الى فطرته فيجدها موافقة لمضمون القضية مذعنة لمدلولها . ولاجل ما تتصف به هذه القضايا من البداهة والوضوح يجعلها العقل القضايا الاولى التي يقيم عليها ادلته وبراهينه على سائر القضايا النظرية التي تحتاج الى برهنة واستدلال . ونحن نرى انه لابد من وجود مثل هذه القضايا البديهية في العقل والا لما امكن الوصول الى التصديق دراسات تفسير القرآن الكريم قضية على الاطلاق فانه اذا كانت كل القضايا مشكوكة الصدق فسوف لن نستطيع الوصول الى اليقين ابداً , لانه لابد للبرهان من ان يعتمد على قضايا يقينية أو مسلمة لكي ينتج نتيجة المقصودة , أما اذا كانت كل القضايا مشكوكة فمن اين تبدأ البرهنة والى اين تنتهي , وما الذي سوف يكون الحد الفاصل بصورة قاطعة بين الشك واليقين ؟ هذا الحد الفاصل في نظر العقل هو هذه القضايا البديهية الفطرية مثل : لابد لكل ممكن من علة , والنقيضان لايجتمعان , والكل اكبر من الجزء . والعقل بمجرد أن يدرك معنى الممكن ومعنى العلة فانه يحكم بضرورة العلة بالنسبة الى الممكن , وبمجرد أن يتصور معنى النقيضين فانه يحكم باستحالة اجتماعهما وبمجرد ان يتصور معنى الكل والجزء فانه يذعن بان الكل اكبر من الجزء , مستمداً اذعانه من فطرته الطبيعية .

بعد هذه المرحلة من البحث , وبعد ان عرفنا ما يجب ان نفهمه من الفطرة ينبغي ان ننظر في صحة تقسيمها الى هذه الاقسام الثلاثة ((اولاً)), ثم الى مدى تاثير الفطرة باقسامها في الايمان بالعقيدة الالهية وعقيدة التوحيد ((ثانيا)) ثم الى مدى تاثير هذه الاقسام بعضها ببعض ومدى تاثرها بالبرهان الصحيح وبما جاء به الاسلام ومن ناحية ((ثالثة)).

اما بالنسبة الى صحة تقسيم الفطرة الى هذه الاقسام الثلاثة .فمن الوضوح استقلال القسم الاول وقيامه بنفسه في مقابل القسمين الاخرين , ولكنه قد يثار الشك حول استقلال القسم الثاني , من حيث احتمال اندماجه في القسم الثالث لان الفطرة الكونية انما نشأت من ادراك الانسان بفطرته العقلية انه لا بد لكل معلول من علة , فهي اذن مندرجة في القسم الاخير وليست قسماً مستقلا في نفسه ولكن يمكن الجواب على ذلك بان نشأة الفطرة الكونية من قانون العلية العقلي وان كان صحيحا الا انه لا يعني اندماجه في القسم الثالث .فان مظاهر الكون ونهايته قد أثارت في الانسان الاعجاب والاحساس والضعف والضعة ومن ثم الاعتراف بوجود الخالق القدير , ومثل هذه العواطف ليست من خصائص العقل كما ان الفطرة الكونية ليست ادراكا عقليا جامدا بعد اتصافها بهذه العواطف ومن ثم كانت قسما مستقلا من الادراك الفطري .

واما بالنسبة الى ما يمكن ان تدرك بالضبط , هذه الاقسام الثلاثة للفطرة الانسانية , من العقيدة الالهية أي الاعتراف بوجود الله تعالى , من التوحيد فاننا يجب ان نعرف اولا ان الانسان مزيج غريب من العقل والعاطفة والغريزة والفطرة , وملكات اخرى كثيرة ,ولهذه الملكات من التاثير في بعضها البعض الشيء الكثير , بحيث ان ما يقوم به الانسان من الافعال سواء في دخيلة نفسه كالتفكير او في الخارج من سائر افعاله واقواله , انما هي منبثقة عن هذا المزيج الغريب لاعن عاطفة معينة بخصوصها , وانما قد تنسب فعلاً أو قولاً ما الى أحد هذه الملكات على سبيل التجوز من باب العاطفة الغالبة على مدة الفعل , ومن هنا كان الالتفات الى ما تدركه الفطرة فقط من دون جميع الملكات ومجرداً عن تاثيراتها , امراً في غاية الصعوبة , الا انه يمكن القول بان الفطرة هي اعمق الملكات النفسية واخفاها وأبسطها علماً وادراكاً , وان ادراكها ساذج بسيط غير ملتفت اليه أي انه ليست علما مركبا من ناحية , وغير معقد يعمد الى تسطير المقدمات واستنتاج النتائج , من ناحية ثانية , ولكنها رغم كل ما تتصف به من الخفاء والسذاجة الصق من جميع الملكات بتكوين النفس وادخلها بوجودها , ولن يضير الفطرة خفاءها ولا سذاجتها , لان الله عز وجل انما خلقها في النفس لكي توحي بمستلزماتها واوامرها الى العقل لكي يقوم العقل بدوره بما ينبغي ان يقوم به من ادراك الحق ورفض الباطل , وكأنه يقوم به من تلقاء نفسه بدون أي ايحاء او تاثير . وليس للعقل حاجة الى الالتفات الى الفطرة بعد ان يكون قد اطاع اوامرها وناوهيها .
بل لعل خفاء الفطرة ابعث على ايمان العقل واطمئنانه , مما اذا كان ملتفتاً الى مصدر الصوت وعارفاً به , لانه يظن انه يدرك ذلك من تلقاء نفسه .

أما ما تدركه الفطرة الذاتية من العقيدة الالهية , فقد سبق أن أشرناالى المقدار الذي تدركه النفس من علتها الاولى , واوضحنا كيف ان ذلك مساوق لوجودها ولادراكها لنفسها , وهي انما تدرك علتها بالقدر الذي تسمح به الحصة الوجودية التي تتصف بها ,فالنفس اذن تدرك وجود الله عز وجل ادراكاً تلقائيا ذاتياً , كما تدرك نفسها وافعالها , لانها معلولة له عز وعلا ومن فيض وجوده وإحسانه .

أما بالنسبة الى ادراك الفطرة الذاتية لعقيدة التوحيد , فان لهذا الادراك مرتبة اعمق واكثر غموضا في باطن النفس , بل ان تسميتها ادراكا لا يخلو من مسامحة في التعبير , فان النفس , كما سبق , تدرك علتها من خلال حصتها من الوجود , وذلك يعني انها لا تدرك لها علتين . فالفطرة وان لم تكن تدرك بوضوح ان علتها واحدة , ولكنها في واقع امرها لاتدرك الا علة واحدة , وهذا هو نوع من الادراك لعقيدة التوحيد , وهذا يعني ان عقيدة التوحيد فطرية ذاتية في نفس الانسان .

واما ما تدركه الفطرة الكونية من هاتين العقيدتين الرئيسيتين في الاسلام , فقد سبق ان اشرنا الى وجه ادراكها للعقيدة الالهية , وان ما في الكون من كمال وجمال ودقة واحكام في الصنع والتدبير قد اثار عجب الانسان واستغرابه , من ناحية , والاحساس بضعفه وقلة خطره , لانه ليس الا جزء بسيطا من هذا الكون , وليس هو من اهم اجزائه , لان كثير من حوادثه يمكن ان تطيح بحياته , من ناحية اخرى . وعززت فهمه للجمال والكمال اللانهائي المطلق عن طريق انتقاله بقانون تداعي المعاني من هذا الكمال القاصر الى ذلك الكمال المطلق من ناحية ثالثة , وقد ساعدت هذه الادراكات الثلاث منظمة متعاضدة على ادراك الانسان لعظمة الله عز وجل ووجوب عبدته والخضوع له .

(1) مثال ذلك هو شعور الانسان بنفسه سواء كان ملتفتا الى ذلك ام غافلا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aliandfatame.forumarabia.com
 
دراسات في تفسير القرآن الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القرآن الكريم شفاء لكل داء ، القرآن وقاية و علاج لكل الأمراض
» القراءة والنظر في القرآن
» أسماءُ القرآن وصفاتُه
» الرسول الكريم والعجوز التي أسلمت بأخلاقه العظمية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ومضات محمدية :: المنتدى الاسلامي :: منتدى القران الكريم(وكل ما يخص احكام التجويد)-
انتقل الى: