مولاتي فاطمة الزهراء موسس المنتدى
عدد المساهمات : 104 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 20/07/2013
| موضوع: السيّدة زينب (عليها السّلام) وفاجعة كربلاء السبت أغسطس 24, 2013 10:22 pm | |
| السيّدة زينب (عليها السّلام) وفاجعة كربلاء لا بدّ من أن نبدأ من أوائل الواقعة مع رعاية الاختصار ؛ ليكون القارئ على بصيرة أكثر من الأمر :
مات معاوية بن أبي سفيان في النصف من شهر رجب ، سنة (60) من الهجرة ، وجلس ابنه يزيد على منصّة الحكم ، وكتب إلى الولاة في البلاد الإسلاميّة(1) يُخبرهم بموت معاوية ، ويطلب منهم أخذ البيعة له من الناس .
وكتب إلى والي المدينة كتاباً يأمره بأخذ البيعة له من أهل المدينة بصورة عامّة ، ومن الإمام الحسين (عليه السّلام) بصورة خاصّة ، وإن امتنع الإمام عن البيعة يلزم قتله ، وعلى الوالي تنفيذ الحُكم .
واستطاع الإمام الحسين (ع) أن يتخلّص مِن شرّ تلك البيعة ،
ــــــــــــــــــــ (1) الوُلاة : جمع والٍ ، وهو حاكم البلد ، ويُعبّر عنه حالياً بالمحافظ .
--------------------------------------------------------------------------------
وخرج إلى مكّة في أواخر شهر رجب ، وانتشر الخبر في المدينة المنوّرة أنّ الإمام امتنع عن البيعة ليزيد , وانتشر الخبر أيضاً في مكّة ، ووصل الخبر إلى الكوفة والبصرة .
وكانت رحلة الإمام الحسين إلى مكّة بداية نهضته (عليه السّلام) ، وإعلاناً وإعلاماً صريحاً بعدم اعترافه بشرعيّة خلافة يزيد ، واغتصاب ذلك المنصب الخطير .
وهكذا استنكف المسلمون أن يدخلوا تحت قيادة رجل فاسد فاسق ، مُستهتر مفتضح ، متجاهر بالمنكرات ؛ فجعل أهل العراق يكاتبون الإمام الحسين (عليه السّلام) ، ويطلبون منه التوجّه إلى العراق ؛ ليُنقذهم من ذلك النظام الفاسد الذي غيّر سيماء الخلافة الإسلاميّة بأبشع صورة وأقبح كيفيّة .
كانت الرسل والمراسلات متواصلة بين الكوفة ومكّة ، ويزداد الناس إصراراً وإلحاحاً على الإمام الحسين أن يُلبّي طلبهم ؛ لأنّه الخليفة الشرعي لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، المنصوص عليه بالخلافة من جدّه الرسول الكريم .
فأرسل الإمام الحسين (عليه السّلام) ابنَ عمّه مسلم بن عقيل إلى الكوفة ، والتفّ الناس حول مسلم والسيّدة زينب (عليها السّلام) وفاجعةعوه ؛ لأنّه سفير الإمام ومبعوثه ، وبلغ عدد الذين السيّدة زينب (عليها السّلام) وفاجعةعوه ثمانية عشر ألفاً ، وقيل : أكثر مِن
ذلك . فكتب مسلم إلى الإمام يُخبره باستعداد الناس للتجاوب معه ، والترحيب به ونصرته ، كما فهمه مسلم مِن ظواهر الاُمور .
وقرّر الإمام (ع) أن يخرج من مكّة نحو العراق مع عائلته المصونة , وإخوته وأخواته ، وأولاده وأبناء عمّه , وجماعة مِن أصحابه وغيرهم ؛ وخاصّة بعدما عَلِم بأنّ يزيد قد بعث عصابة مسلّحة مؤلّفة من ثلاثين رجل ، وأمرهم بقتل الإمام الحسين (عليه السّلام) في مكّة أينما وجدوه ، حتّى لو كان مُتعلّقاً بأستار الكعبة !
من كتاب زينب الكبرى (عليها السّلام) من المهد إلى اللحد بقلم المرحوم السيد محمّد كاظم القزويني | |
|